موقف الصحافة اللبنانية من التطورات السياسية في جبل عامل 1919 - 1920 ( صحيفة البشير انموذجا)

الملخص

عدت الصحافة مصدرا مهم ا للدراسات التاريخية الحديثة والمعاصرة رفدت الباحثين بمعلومات
لايمكن الاستغناء عنها لاسيما تلك الصحف التي واكبت الأحداث التاريخية وكانت شاهد عيان عليها،
وعلى الرغم من الدور المهم الذي أدته الصحافة يبقى اختلاف وجهة نظرها من الأحداث التاريخية
التي تطرقت لها جانب ا مهم ا في حقيقة نقل المعلومات التي نشرتها الصحف ومدى مصداقيتها ، إذ أن
بعض تلك الصحف وضعت نفسها تحت خدمة جهة ما، فتبنت نشر أعمالها واظها رها بمظهر حسن
ولو تطلب ذلك تشويه المعلومات التي تنشرها.
مثلت صحيفة البشير اليسوعية إحدى تلك الصحف التي جندت نفسها لخدمة الاحتلال
الفرنسي لسوريا ولبنان، فما أن أعيد فتحها في 2 ايلول 1919 ، حتى خصصت معظم صفحاتها لنشر
أخبار الحكومة الفرنسية سواء في فرنسا أو في سوريا واظهارها بمظهر تحرري و انساني واصفة كل من
يرفض وجودها في سوريا بالفوضوي والمتمرد، وكان نصيب جبل عامل كبي ا ر مما نشرته صحيفة
البشير حول أحداثه منذ شهر أيلول 1919 في سابقة لم يشهدها جبل عامل من مواقف الصحف التي
صدرت في سو ريا منذ منتصف القرن الثامن عشر ، لاسيما صحيفة البشير التي لم تظهر على
صفحاتها منذ صدورها سنة 1870 وحتى توقفها في أيلول سنة 1914 أية إساءة لسكان جبل عامل
من الطائفة الشيعية ، إلا أنها ما إن عادت للإصدار مرة أخرى حتى بدأت في نشر أخبارها عن شيعة
جبل عامل التي وصفتهم بصفات لم تصف بها أي طائفة أو جماعة بها وكأن ان هناك عداء تاريخي
بينها ةبين الشيعة هناك.
ومن هنا جاء هذا البحث)موقف الصحافة اللبنانية من التطو ا رت السياسية في جبل عامل
1920-1919 )صحيفة البشير أنموذجا( ( من أجل كشف ما قامت به صحيفة البشير من حملة
اعلامية ضد الطائفة الشيعية في جبل عامل .