شعراء التحليق الحر قراءة لأربعة شعراء عراقيين
الملخص
يعد الشعر العراقي من بين اللوائح الفنية المهمة التي لا يستطيع الباحثون إلاّ التوقف أمامها جلياً منذ انبثاق تلك الصورة الناصعة المتمثلة أول وهلة انطلاقها ؛ وهي تحمل بذرة الشعرية العربية على أكتافها الرصانة التجديدية الواثقة في كل المجالات والصُّعد .
لقد ظلَّ الشعر العراقيُّ حاملاً أواصر الحداثة الشعرية منذ السياب إلى آخر شاعرٍ شاب يخوض المديات الطويلة التي يحرص أن يضع بين الأسماء المترامية الأطراف ، كأول شاعر يمسك تراتيل القصيدة الوحيدة ، وظلَّ يبحث عن مفاتن جديدة لم يطرقها الشعراء من قبل ؛ هكذا فعل السياب وثلةٌ من أمثلة الأجيال السابقة التي يتسابقون من أجل حصدهم الوفير حيث عانى الشعراءُ الأمرينِ معا القبول والرفض من لدن القارئ المشاكس الذي لا يقبل أنْ يستسلمَ بسهولةِ إزاء ما يستفز تاريخه القرائي إلاَّ إذا كان يستحق فعلاً.؛ لذا فالكتابةُ مسؤولية مضاعفة في اطارها الإبداعي وكذلك في إطارها التاريخي؛ لذلك فإنَّ المكتبة العراقية تفتقر إلى الدخول في مسؤولية الكتابة لسد الفراغ.
إنَّ قصيدة النثر هي مساحة تسمح التخطيط والدوران أكثر من غيرها من التجارب العراقية والعربية فقد حاولت وطوال عقد من الزمن الوصولَ إلى منطقة آمنة للسجال فيها من دون مسلمات يقينية تجعله في آمان المنشود فترك أغلبهم بالسياحة في مياهها ، والنظر يترقب والمراقبة بتؤدة شديدة.
