أثر وسائل الإعلام في الحد من الجريمة او تفشيها
الملخص
يرى الاعلاميون ان الاعلام سلاح ذو حدين يؤثر ويتأثر تبعاً للأدارة القائمة على القنوات الاعلامية ومناهجها المتبعة والتي تُعد الموجه الرئيسي لطبيعة الخطاب بكل تفصيلاته وهو يلعب دوراً رئيسياً في التأثير وترسيخ قيم عديدة لدى المتلقي .
ومسألة محاربة الجريمة هي من المهمات الرئيسية التي يضع لها صانعوا السياسة الاعلامية في البلد خطوطاً عريضة ومهمة للسيطرة على عدم انتشار النزعة العدوانية .. ويقع في بعض الاحيان هذا الاعلام بأخطاء جمة يكون فيها مساهما اولياً او رئيسياً في ترويج الافكار العدوانية لدى شرائح المجتمع عموماً ، وفئات الشباب خصوصاً من خلال ما يحويه الخطاب الاعلامي في كل اشكال الفنون الاعلامية لا سيما فنون السينما والتلفزيون ، سواءاً في الأفلام او المسلسلات حيث يعرض المجرم كبطل معتد بنفسه مما يجعل الكثير من فئة المراهقين تتقمص شخصيات المجرمين ويحاول الفيلم او المسلسل اعطاء صبغة ذات مؤثرات خاصة لأبطاله المجرمين لتستهوي انفعالات الشباب ... وهو بذلك يحاول التحاشي والترويج لأفكارهم وانفعالاتهم على ارض الواقع لذلك فأن في مثل هذه الحالة يكون الاعلام قد انشأ جيلا ذا افكار تحتوي على العنف والاثارة بعد تأثره ( بأبطال الفيلم ) ومن جانب آخر فأن المثل والاخلاق التي تعرض بصورة نمطية وتقليدية قد لا تكون لها الحظ الاوفر في التأثير على العقليات والخلفيات الثقافية والفكرية لعدة شرائح ، حيث الكثير من هؤلاء اعتاد ان لا يستقبل رسائل و خطابات اعلامية بصورة كلاسيكية لا تتماشى مع واقع الحال الذي اعتادت عليه تلك الفئات ، لذلك على واضعي السيناريوهات الاعلامية بمختلف اتجاهاتها ان يضعوا في الحسبان سيكولوجية الشخص المستقبل للرسالة واضافة المؤثرات الجانبية التي تخدم سير العملية الاعلامية وتحقيق الغاية المرجوة للرسالة وتحديد نقاط القوة والضعف التي رافقت سير العملية الاعلامية ومحاولة تجاوز الاخفاقات ومعالجتها في طرق علمية بعيدة عن الارتجال والنرجسية وفرض الارآء والابتعاد من اقحام المسائل الثانوية التي تشتت المستقبل (المتلقي) وتضع امامه عدة رؤى وافكار تبعده من التركيز من الموضوع الرئيس ، بل قد يطرأ موضوع ثانوي لم يضع له بالاً مرسل الرسالة ويكون ذا تاثير سلبي وجانبي على المتلقي
