المستحيلُ الممكنُ !!! دراسةٌ أسلوبيةٌ في قصيدةِ ( أنَا معَ الإرهابِ ) لنِزارٍ قبَّاني
الملخص
ملخص الدراسة بالعربية...
إنَّ هذا البحثَ محاولةٌ منهجيةٌ اكاديميةٌ لدراسة موضوع الإرهابِ في السياق الشعري ، من خلال اعتماد المنهج الأسلوبي الاحصائي في الدراسة. إذ تبدو العلاقةُ بين الأدب ولاسيما الشعر بوصفه الشكل الإبداعي الأكثر جمالية ، والإرهابِ بوصفه الظاهرةَ الأكثر تطرفاً في المجتمع والحياة ، متناقضة ولا يمكن الجمع بين المفهومين في سياق دلالي واحد. ذلك إنَّ الشعرَ ينتمي إلى المظاهر الجمالية الإبداعية الإنسانية ، الكتابية منها مثل: الرواية والقصة ، أو التشكيلية من مثل: الرسم ، والنحت ، والموسيقى ، والمسرح وغير ذلك من أشكال الإبداع ذات البعد الجمالي الإنساني . هذا الانتماء يجعله في تناقض حاد وجوهري مع الإرهاب مفهوماً وشكلاً وتمظهراً اجتماعياً ؛ لانَّ الإرهاب ينتمي لكل ما هو عدائي وقبيح ومتطرف ، وغير إنساني ، ولا يحمل أي شكل جمالي او إبداعي ، إلا ما يؤصلُ للقتل والتهجير واقصاء الآخر أياً ما كان جنسه أو لونه أو طائفته او قوميته ، مادام لا ينتمي لفكر الإرهاب المتطرف بصورته الوحيدة المتعددة الوجوه في كل ارجاء الارض. هذا التناقضُ بين الظاهرةِ الشعريةِ وظاهرة الإرهاب يجعلُ التعبيرَ عنها بشكل أدبي شعري مجازفة إبداعية ؛ ذلك إنَّ التعبير الشعري بجمالية لغته ، وكثافة عواطفه ومشاعره ، وسمو أفكاره ، كيف له أن يعبر عن أكثر الظواهر الاجتماعية قبحا وسوءاً؟. من هذا المنطلق حاولت المقاربة الأسلوبية للقصيدة ، ذات الصبغة الموضوعية التي لا مفرَّ منها في معالجة قصيدة يكون موضوعها الإرهاب ، أن تكتشف جمالية اللغة الشعرية في قصيدة نزار قباني ، وكيف وظفَّ الشاعر الامكانيات الأسلوبية النصية بمستوياتها الافرادية البديعية ، والتركيبية الافقية ، والتصويرية الاستبدالية ، في تصوير موضوعة الإرهاب من منظوره الذاتي ، الذي حمل بصمته الشعرية الخاصة تجاه موضوع اشكالي مثل الإرهاب.