أثر الإشراف التربوي بين مفهوم المشرف المفتش والمشرف الصديق الناقد

المؤلفون

  • بشار صبار عذيب

الملخص

يعد الإشراف التربوي ركناً هاماً من أركان المنظومة التربوية ،لأنه يتابع تنفيذ السياسة التعليمية في أي مجتمع،ويوجه الإمكانات البشرية والمادية نحو تحقيق أهداف التربية والتعليم ، التي يسعى المجتمع إليها.  ولكي يؤدي الإشراف التربوي دوره في تطوير العملية التربوية والرقي بها ،فلا بد أن يطور مفاهيمه وأساليبه وأنماطه بما يتفق والاتجاهات العالمية المعاصرة وأن يصبح له دور أساسي وفاعل في تطوير قدرات المعلم وإمكاناته من خلال تزويده بالمعارف والمهارات والاتجاهات الإيجابية التي تمكنه من أداء عمله بكفاءة عالية، حيث أصبح المشرف التربوي قادر على تحسين أداء المعلمين وتطوير قدراتهم بناء على ما لديهم من خصائص ذاتية وسمات شخصية ، لأنه يقع على عاتق المشرف التربوي مهمة توجيه المعلمين وإرشادهم أثناء خدمتهم ، لمواجهة التغيرات العالمية المعاصرة والمتسارعة في المعرفة العلمية والتكنولوجية وتوظيفها ،من أجل خدمة المسيرة التعليمية التعلمية وتحقيق أهدافها.(1) ولذلك؛ اختلفت نظرة التربويين إلى طبيعة الإشراف التربوي عبر مسيرته ،فمنهم من عده عملية شخصية تقوم على الاتصال من طرف واحد وتهدف إلى تصيد أخطاء المعلم وعثراته ،باستخدام أسلوب التجسس والتسلط والقسوة ،ومفاجئة المعلمين في صفوفهم ؛لتقويم عملهم من خلال نتائج طلبتهم دون تقديم مقترحات للعلاج ،أو احترام للآراء ،بل إصدار أوامر وتعليمات .بينما نظر إليه بعضهم على إنه عملية تفاعل ثنائية بي المشرف التربوي والمعلم ، تهدف إلى التصحيح والإرشاد وتقديم النصح ،بدلاً من التجريح وتصيد الأخطاء والمباغتة ،والتلويح بالعقاب . في حين أعتبره آخرون بأنه عملية نظامية تشاركيه تواصلية، لها مدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها ، تهدف إلى تحسين عملية التعليم والتعلم ،وإلى إحداث نمو مهني للمعلم والمشرف على حد سواء . ويرجع هذا الاختلاف في وجهات النظر ،إلى الحركة المتجددة المتطورة في مجالات التربية ، وتكنولوجية التعليم وعلم النفس التربوي الناجمة عن نتائج الدراسات والأبحاث والممارسات التربوية الميدانية ،التي سعت إلى تطوير النظام التربوي ورفع كفايتهم فازدادت الحاجة إلى إيجاد نظم ووسائط وأساليب متطورة للارتقاء بكفايات العاملين التربويين ومساعدتهم على زيادة فاعلية أدائهم وممارساتهم من أجل رفع مستوى إنتاجيتهم. ولكن مهما اختلفت النظرة إلى الإشراف التربوي فإن الجميع متفقون على أن هدفه الرئيس يكمن في تحسين عملية التعليم والتعلم ،وإن اختلفوا في الأساليب والطرائق الواجب إتباعها لتحقيق هذه الغاية . ولتحقيق هذا الهدف ،التصقت عملية الإشراف التربوي المتطور بالنمو المهني للعاملين التربويين ،من أجل تطوير كفايتهم الأدائية التعليمية والإدارية المساندة لعمليات التعلم والتعليم ،كما اهتمت بتطوير المناهج التربوية والموارد التعليمية لزيادة كفايات الأنظمة التربوية وإنتاجيتها ،وحتى يحقق الإشراف التربوي هذه العوائد ،فلا بد له أن يكون تشخيصياً تشاركياً، ووقائياً وعلاجياً وبنائياً، يعمل على إصلاح الممارسات التربوية غير المرغوب فيها ،ويكسب المعلم ما ينقصه من المهارات الحديثة ،التي تجعله قادراً على مواجهة تحديات المستقبل ومتغيراته ،ومواكبة مستجداته(2) وعلى الرغم من أهمية هذا الدور،إلا أنه يمتاز بصعوبته وتعقيده فهو يمثل احد الركائز الأساسية في العملية التعليمية وفي تطوير العمل التربوي عامة،وتنبع أهميته من واقع الحاجة الماسة إلى جهاز دائم لتطوير العملية التعليمية وتفعيلها في الميدان التربوي كما تحدده وترسمه الأهداف التربوية المرسومة مسبقاً،فهو له غاية اساسية تتمثل في حسن استثمار وتوظيف الإمكانات المتاحة في المدرسة التي تخدم عملية تنفيذ المنهاج والخطط المنبثقة من البرامج التطويرية

التنزيلات

منشور

2019-12-31

كيفية الاقتباس

صبار عذيب ب. . (2019). أثر الإشراف التربوي بين مفهوم المشرف المفتش والمشرف الصديق الناقد. مجلة المستنصرية للعلوم والتربية, 20(6), 307–326. استرجع في من https://edumag.uomustansiriyah.edu.iq/index.php/mjse/article/view/713

إصدار

القسم

Research Article