المعالم الاقتصادية لمدينة تنيس دراسة تاريخية من النشأة حتى سنة 624 ه
الملخص
تقع مدينة تنيس في جزيرة تنيس في وسط بحر مصر في الاقليم ال ا ربع , قريبة من البر بين الفرما
ودمياط, وتعد من كورة الخليج التي تضم عدة مدن وقرى , وتنيس اسم لمدينة وجزيرة في بحر مصر.
ويقال سميت باسم تنيس بن حام بن نوح, ويقال سميت باسم تنيس بن دلوكه الملكة, صاحبة حائط
مصر, وهي مدينة قديمة موجودة قبل الاسلام, بناها الملك قليم ون القبطي, اخلاق اهلها سهلة
ومنقادة, وطبائعهم مائلة الى الرطوبة والانوثة ,الجو فيها حار وتكثر فيها الامراض, واصيبت بوباء
حصد اهلها, سميت بمدينة الاخصاص بعد الغرق الذي اصابها قبل التحرير الاسلامي بمائة سنة,
فتحت المدينة عنوة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب)رضي الله عنه(, سنة عشرين للهجرة, سكانها
قبل الاسلام من نصارى , واصبحت بعد الاسلام تضم خليط من النصارى وهم تحت الذمة,
والمسلمين العرب , كانت طوال فترة العصر الاسلامي تأخذ كسوة الكعبة منها ,واهلها مياسير
اصحاب ث ا رء, واكثرهم حاجه, انجبت عدد كبير من العلماء في مجالات العلوم كافة, يسمى من
ينتسب اليها بالتنيسي, خربت ودمرت وابادت المدينة على يد الملك الكامل الايوبي سنة اربع وعشرين
وستمائة للهجرة, اشتهرت المدينة في بادئ امرها بالزراعة, لعذوبة مياهها الاتية من النيل طوال السنة,
ثم انتهت الز ا رعة فيها بعد الغرق الذي اصابها, كما اشتهرت بصناعة انواع الثياب الجميلة والملونة
والمطرزة بالذهب, وبصناعة البسط والحصر الجميلة والثمينة والمنقوشة بأنواع الصور, وبصناعة
احسن انواع الخمور آنذاك, حيث انشات فيها معاصر لذلك, واشتهرت ايضاً بصناعة احسن انواع
المعادن , من السكاكين والمقاص وغيرها, كما اشتهرت تنيس بكثرة تجارتها مع العالم الخارجي في
المشرق والمغرب, والتي ا زدت من ثروة اهلها, واشتهرت بكثرة ما يصطاد بها من انواع الطيور
والاسماك, كما تعدد فيها طرق التجارة فأصبحت محطة تجارية عالمية بين الشرق والغرب.
