الاسباب والمسببات في القرآن الكريم

الملخص

الحمدُ لله رب العالمين وأفضل الصلاة واتمم التسليم على سيد الاولين والآخرين أبي القاسم محمد وعلى الهِ الطيبين الطاهرين وصحابتهِ الغر الميامين.

        وبعد....

        فقد تبادر للذهن أن نخوض في موضوع لهُ غاية الاهمية لطالما تناولهُ القران الكريم ودل عليه دلالة واضحة إذ بيَّن لنا أن كل شيء يحدث في هذا الوجود بسبب، سواء كان هذا الحدث أو الفعل مُتعلقٌ بالإنسان أو الحيوان أو بالنبات أو بالجماد أو بالظواهر الكونية المادية أو بالأجرام السماوية أو غير ذلك من الحوادث المختلفة، فكل ذلك مرتبط بقانون إلهي يدعى "قانون السببية" أي ربط الاسباب بالمسببات وكذلك ربط النتائج الصادرة بالمقدمات، لذا فأن هذا القانون شامل وعام لكل ما في هذا العالم من جزئيات، وهذا القانون يشمل على وجه الخصوص الانسان كونهُ على محك مع الاشياء والموجودات في الحياة الدنيا بل والآخرة ايضاً. لذا نجد أن حكمت الله تعالى قد اقتضت أن يربط اسباب الفعل والحدث بالمسببات.

ونحن بنو البشر في هذه الدنيا ربما يحدث امر ما فنجد كثيراً من الناس يقول أن هذا الشيء حدث صدفة، وبمرور الزمن يمر ذلك الحدث أو اللفظ على اسماع عامة الناس ويستقبلونهُ وكأنهُ كلام صحيح، ولكن الواقع أن هذا الامر ليس صحيحاً وليس لهُ المدلول الواضح لهذا الفعل، فقولنا أن ليس في هذا الكون مكان (للصدفة) بل أن هناك توظيف وقيادة تخفى على الناس، وهنالك اسباب ومُسببات وكذلك نتائج مسبوقة بمقدمات، وما يسمى (صدفة) ما هو في واقع الحقيقة فعل أو حدث قد جهل الناس اسبابهُ، علماً أن الجهل بالشيء لا يعني عدم وجود ذلك الشيء، لان هذا الكون الواسع والعجيب الصُنع خلقه الله واحسن في كل شيء خلقه يُدار بموجب الاسباب والمسببات وهذا القانون في غاية الدقة والشمول والاحكام، بحيث لا يخرج عن مساره شيء ولا يفلت من عدلهِ مخلوق، وهذا القانون الالهي والعام قد سماه الله في القران الكريم بـ (سنه الله) لا يقبل التبديل ولا التحويل اشارة لقوله تعالى ﴿سُنَّةَ اللَّـهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ ۖوَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا ﴿٢٣﴾ الفتح /23.