كَلِمَةُ "اللّهُمَّ"‏ في نَظَرِ اللِّسانِيّاِت الحَدِيثَةِ

المؤلفون

الملخص

حظيت كلمة (اللّهُمَّ) بعناية فائقة من لدن النُّحاة والمفسرين. وكان النُّحّاةُ في تَفسيرِها عَلى رَأيَيْنِ، فَنُحّاةُ البَصرَةِ يَرَونَ أنَّها مُرَكَّبٌ مِن لَفظِ الجَلالَةِ(الله) كُسِعَت بِـ(ميمٍ مُشَدَّدَةٍ)، وَ(الميم المشددة) عوض من (يا).

      أمّا نُحاةُ الكوفةِ فيرون أنّها مُرَكَّبٌ تركيبَ نَحتٍ كان أَصلُها عِبارَةِ: يَا اللهُ اُمَّنا بِخَيرٍ، ثم حذف الجار والمجرور، وحذف المفعول به، فبَقِيَ في التَّقديرِ: يا الله أُمَّ، ثُمَّ حُذِفَتْ (يا) النداء، وَ(الهمزةُ) لِكَثرَةِ دورانِ هذا الاسم في الدُّعاءِ على الأَلسِنَة، فبقيت اللّهُمَّ، والضمة في هاء اللّهُمَّ هي ضمة الهمزة من (أُمَّ)، لَمَّا حُذِفَت انتقلت، وَ(الميمُ المشدَّدَة) هيَ (ميم) كلمة (أُمَّ).

     وتابع العلماء فيما بعد ما ذهب إلَيهِ نُحاةُ المدرستين، لكنَّهم لم يخرجوا عما ذهب إليهِ أولئكَ، فكانوا على أقسام منهم: شُرّاح الألفية، ومنهم أغلب المفسرين أيضًا، فكان أكثرهم تبعًا لآراءِ نُحاة البلدين، إلّا أنّ قسما منهم حاول الابتعاد عن الرَّأيِ النَّحوي، ويرى أنَّ ذلك قد جاء لمكانة التعظيم والتفخيم.

     ثُمَّ يَطِلُّ عَلَينا العصرُ الحَديثُ، فَيَرى عُلَماؤُهُ أّنَّ لَفظَةَ (اللّهُمَّ) إمّا من بقايا الساميات الموغلة في القدم، أو أنَّ لها علاقة قربى بلفظة (ألوهيم) العبرية السامية.

     وَفضلًا عَن ذَلِكَ فَالبَحثُ يَرى أنَّها مِن التُّراثِ السّامِيّ الموغَلِ فِي القِدَمِ، فَمِثلَما وُجِدَت فِي اللُّغَةِ العَرَبيّةِ، فَقَد كانَ لَها حُضُورٌ فِي بَعْضِ اللُّغاتِ السّامِيَّةِ.

 

التنزيلات

منشور

2020-09-20

كيفية الاقتباس

حامِدُ حُسَين حنيحِن. (2020). كَلِمَةُ "اللّهُمَّ"‏ في نَظَرِ اللِّسانِيّاِت الحَدِيثَةِ. مجلة المستنصرية للعلوم والتربية, 20(2), 75–100. استرجع في من https://edumag.uomustansiriyah.edu.iq/index.php/mjse/article/view/427

إصدار

القسم

Research Article