تجليات الأنا والآخر في شعر أسامة بن منقذ ‏(488 هجرية ـ 584 هجرية )‏

الملخص

سعت الباحثة جاهدةً إلى تقصي مفهوم حضور الأنا والآخر في تداخلاتها وتفاعلاتها وعلاقتها المركبة والمتشابكة في شعر أسامة بن منقذ، وحاولت ْ أن تستقرئ أبرز ملامح هذه الظاهرة التكوينية الغارقة في كنه حضورها في نصوصه الشعرية، فالحديث عن الأنا والآخر حديثٌ يتسع لأفقٍ رحب؛ لتشعب معانيهما وتنوعها وتعددها بحسب الرؤى الفكرية والثقافية التي انطلقت منها، فالآخر ليس بالضرورة أن يكون انساناً، فقد يكون السّيف، والزمان، والشمع، والضرس، والشيب، والمرأة، وغيرهاـــ كما اتّضح من خلال البحث ــــ وقد امتدت تجربته في التعبير عنها بتقنيات ورؤى جديدة في قسم منها، ومألوفة في نصوصٍ أخرى، فأضفى الشاعر للذاكرة الأدبية فكرة متابعة صورة الآخر في نصوصه المفعمة بالجدّة والحيوية، والمتضمنة لكثير من تجليات الذات والآخر، فضلاً عن أنَّ الائتلاف مع الآخر قد تجلّى وتجسّد بوضوح من خلال ذات الشاعر التي ظهرت في نتاجه الفني المتمثل برسم الصور الشعرية؛ لأنّها تتطابق مع الشعور وتطابق هويته، أما الاختلاف مع الآخر فكشف عن انطباعات الشاعر في لحظة معينة ، فما كان ائتلافاً بالأمس يصبح اختلافاً اليوم؛ لأنهُ منبثق من ذات بطولية محاربة تعاني تقلبات الآخر.