الحيــاة الأبديّــة في العقيـدة المسيحية - دراسة تحليلية –

المؤلفون

  • دنيا علوان بدر الدفاعي

الملخص

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

مما لا ريب فيه إنّ عقيدة الإيمان بالحياة الأبدية تعد من مطلع العقائد التي أثارت البشرية، وما تزال تثيرها، فمن المعلوم انتقال الروح من عالم إلى عالم آخر أمر مخيف ومرعب يثير مشاعر كلّ إنسان، فما الذي سيكون مصيره بعد الموت؟ وأي مكان سيتجه بعد هذه الحياة؟ أهي مرحلة من حياة إلى حياة أخرى؟ ما الذي سيكون عليه من العالم الثّاني؟ ...؟

هذه الأسئلة تشغل بال كلّ إنسان عاقل سواء أكان بدائي أو راقي، أو عالم أو جاهل، أو يهودي، أو مسيحي، أو مسلم وكلّ واحد يقنع بما أجاب عنها ورضي، وحدثتنا الكتب السماوية عن أوّل الأموات هابيل الذي راح ضحية مشاعر الحسد والغيرة المتأججة في قلب شقيقه الذي تخبّط بعد قتله في كيفية التخلّص من الجثة، لولا تدخّل العناية الإلهية.

وعليه فإنّ الحياة الأبدية تعد من العقائد الحساسة المهمة ومنزلتها منزلة الروح من الجسد؛ لذا كان عنوان البحث – الحياة الأبدية في العقيدة المسيحية – لأقف على أهم المعالم الرئيسة سواء أكانت العقائدية أو الروحية في دائرة الديانة المسيحية.

ولعلّي لا أكشف سرًّا إنّ النبيّ عيسى u غني عن التعريف كنبي، بل يعد إحدى الشخصيات المنتظرة في العالم الدنيوي الأخير؛ لوجود روايات عديدة تؤكد على نزوله في آخر الزمان مع الإمام المهدي «عجّل الله فرجه» إلاّ أنّ غلو العقيدة المسيحية بقدرته الروحية أدى بمعتنقيها إلى تأليهه ممّا كان له الأثر الجلي في يقينهم بدينونة السيد المسيح؛ لكونه مشترك من اللاهوت والناسوت، لذلك سيمنحهم هبة الحياة الأبدية فهو القيامة، والحياة، والمخلّص من الخطايا.

بناءً على ذلك تناولت فيه مراحل انتقال الإنسان في المنظور المسيحي ابتداءً من انتزاع الروح من الجسد، وحمله بالتابوت، ودفنه، ثمّ استقرار روحه في مقار الآخرة المؤقتة، إمّا الفردوس أو الجحيم، أو المطهر حسب ما تقتضيه أعماله، وانتهاءً بمجيء المسيح الثّاني وقيامة الأجساد سواء أكان الأبرار في ملكوت السماوات، أو طرح الأشرار في جهنم أو كبريت النار.

وبحثت هذه المراحل بمنهجية تحليلية ودرستها بعد استقراء النصوص التي تشير إلى هذا الجانب، وأمّا الهدف من البحث فقد جاء لتشخيص ماهيّة الحياة الأبديّة في العقيدة المسيحية، والأساليب الصحيحة في الأرض لنيل الحياة الأبدية فضلاً عن ذلك التعرّف عن مراحل الحياة الأبديّة، وكذلك علاقة السيد المسيح بدينونة الناس الكبرى.

وتضمن بيان ذلك مقدّمة، وأربعة مباحث، وخاتمة بأهم النتائج، ففي المبحث الأوّل: تناولت فيه ماهيّة الحياة الأبديّة في الأديان السماوية الثلاثة مقسم على ثلاثة مطالب، الأوّل: تضمن ماهيّة الحياة الأبدية في اليهودية، والثاني: في المسيحية، والثالث: في الإسلام.

أمّا المبحث الثّاني: تطرّقت فيه كيفية استعداد المسيحي للحياة الأبديّة مقسم على مطلبين، الأوّل: تناولت فيه التشبيه التمثيلي لتقريب الأسلوب المناسب للفوز بالحياة الأبديّة، والثاني: بيّنت فيه الممارسات الروحية التي يجب أن يمارسها المسيحي لنيل الحياة الأبديّة.

والمبحث الثّالث: أبرزت فيه مقر الأرواح قبل يوم الدينونة الكبرى مقسم على مطلبين أيضًا، الأوّل: وضحت فيه انفصال الروح عن الجسد، والثاني: أشرت فيه إلى مقر الأرواح بين ساعة الموت وساعة الدينونة الكبرى.

أمّا المبحث الرّابع تحدّثت فيه عن دينونة السيد المسيح للناس يوم الدينونة الدائمة كذلك مقسم على مطلبين الأوّل: بيّنت فيه قيام الأموات من رقاد القبور، والثاني: ذكرت فيه أحداث دينونته الكبرى كما صوّرتها العقيدة المسيحية.

إكمالاً للفائدة واستخلاصًا للمعالم الرئيسة اختتمت بخاتمة اختزلت فيها ما قادني إليه البحث بصلب السيد المسيح حل مشكلة الخطيئة، وبقيامته حل مشكلة الموت الناتج عن الخطيئة، والسر الأوّل والوحيد للحياة الأبديّة هو الإيمان بيسوع أنه الديّان، والقيامة، والحياة، المخلص، فيمجّد الأبرار أي يهبهم الأكاليل في ملكوت السماوات.

وآخر دعوانا الحمد لله ربّ العالمين، وأسأله أن يوفّقني لما يحبُّ ويرضى، وأن يغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، والذنوب التي تنزل النقم، والذنوب التي تبدل النعم، والذنوب التي تحجب الدعاء، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

التنزيلات

منشور

2020-09-20

كيفية الاقتباس

علوان بدر الدفاعي د. (2020). الحيــاة الأبديّــة في العقيـدة المسيحية - دراسة تحليلية –. مجلة المستنصرية للعلوم والتربية, 16(4), 1–36. استرجع في من https://edumag.uomustansiriyah.edu.iq/index.php/mjse/article/view/237

إصدار

القسم

Research Article