ظهير الدين بابر وأثره في الهند حتى عام

الملخص

يعد العصر المغولي من اكثر العصور التاريخية اثارة للفزع على مستوى التاريخ الانساني ، اذ
اكتسح هؤلاء القوم في حملات مدمرة م ا ركز الحضارة في رقعة شاسعة من الارض امتدت من الصين
شرقا حتى بلاد الشام غربا فضلا عن غزوها لشرق أوربا وغربها وأقاموا خلال فترة زمنية قصيرة دولة
عظمى مت ا رمية الاط ا رف شيدوها على انقاض دول اسقطوها وعروش اثلوها.
اختلف اسلوب المغول في بسط نفوذهم على المناطق التي يسيطرون عليها بعد اعتناقهم الاسلام ،
فهناك فرق كبير بين التيموريين الذين ينسب اليهم البابريين وجنكيز خان، اذ لم يكونوا مثل المغول في
ش ا رستهم وتدميرهم للبلاد ويضاف الى اثر الدين الاسلامي اثر الادب والفن للحضا ا رت الشرقية التي
اثرت فيهم وغيرت كثير من اتجاهاتهم في مجالات عدة لا سيما الحضارة الاي ا رنية والصينية
والاسلامية .
تعد امب ا رطورية المغول في الهند الذي اسسها ظهير الدين بابر) 932 ه و 1526 م( خير
نموذجا لحكم المغول بعد اعتناقهم للإسلام وبما اكتسبوه من معارف وآداب اذ كانوا يمثلون اخر
امب ا رطورية للعصر الذهبي الاسلامي في الهند والتي استمرت تحكم لمدة ثلاثة قرون من العاشر
الهجري الى الثالث عشر الهجري، وكان اهتمام المسلمين بالهند يعود الى عهد الخلفاء ال ا رشدين وشهد
الاسلام هناك عدة م ا رحل بدأت ببدايته الحقيقية على يد الغزنويين) 1( ومن بعدهم الغوريين ، تلا ذلك
المماليك وآل تغلق والخليجيين ، حتى وصلت دولة المغول التي كانت من اعظم الامب ا رطوريات التي
حكمت الهند .
تم تقسيم البحث الى عدة مباحث رئيسية اولها : تقديم لمحة سريعة عن سيرة ظهير الدين بابر وأهم ما
يميز شخصيته التي جعلته امب ا رطو ا ر يشار له بالبنان على المستويين السياسي والادبي . وثانيهما :
التعرف على الص ا رع الاسري حول عرش فرغانه ومحاولة ا ا زلة بابر عنه بعد وفاة والده وكان هذا
الص ا رع والمنافسة من أهم الاسباب التي دفعت بابر للتوجه نحو الهند. وثالثها : وضح طبيعة
الاوضاع العامة في الهند قبل اجتياح بابر ومحاولاته المتكررة لفتحها قبل معركة بانيباب الفاصلة عام
932 ه. اما ا ربعها فعرض اهم المعارك التي خاضها بابر والتي مكنته من السيطرة على الهند اما
الخامس : فتطرق الى أهم الخطوات التي قام بها بابر من أجل تنظيم دولته داخليا واخرها : وفاة
مؤسس هذه الامب ا رطورية الذي حكم الهند لفترة قصيرة لكن اثره كان كبي ا ر عليها ليخلفه ابنائه ويستمر
حكمهم لثلاثة قرون للهند من بعد بابر :
اعتمد البحث على عدد من المصادر والم ا رجع التي تخص الموضوع ولعل ابرزها المذكرات
الشخصية لبابر والتي عرفت ب )بابرنامه( وعبد المنعم النمر وكتابة تاريخ الاسلام في الهند واحمد
محمود الساداتي تاريخ المسلمين في شبة القارة الهندية .