مؤرخا وأ ديبا (Kabti – Ilani – Marduk) كبتي- ايلاني – مردوخ

الملخص

النتاج الادبي صورة مرئية لواقع المجتمع ، ويأتي في مقدمة المصادر للوقوف على الحضارة وخصائصها ومقوماتها ، لان الادب مرأة المجتمع وخير من يصور الاتجاهات العقائدية والفكرية عبر العصور . لقد وصلت النتاجات الادبية في بلاد الرافدين الى قمتها مع اواخر الالف الثالث قبل الميلاد ، وذلك لانتشار المدارس في مدن بلاد الرافدين كمراكز للمعرفة والتعليم . كما اتصفت النصوص الادبية والتاريخية بالازدواج اللغوي اذ انها جاءت مدونة باللغة السومرية والاكدية . اما مؤلفي النتاجات التاريخية والادبية فيبدو انها نتاج جماعي لاجيال كثيرة من المؤرخين والشعراء والادباء . ولكن هذا لا يعني بانه ليس هناك قطع ادبية او تاريخية الفت او استنسخت من قبل كاتب لان هناك قطع ادبية او تاريخية ذيلت باسم مؤلفها او ناسخها ومنها ملحمة كلكامش وقصيدة العدل الالهي .

         ان اسطورة الاله ايرا والتي دونها (كبتي – ايلاني – مردوخ) تصور عزم الاله ايرا على انزال الخراب والدمار في مدينة بابل على الرغم من محاولة ايشوم اقناعه بالتوقف عن اعمال القتل والتخريب . ان (كبتي – ايلاني – مردوخ) من الكتاب القلائل والاوائل ممن ترك اسمه على مدونه ، ولكنه لم يذكر شيئا عن نفسه ولا الملوك المعاصرين له . اما الفترة الزمنية التي عاش فيها المؤرخ والاديب (كبتي – ايلاني – مردوخ) فهناك اختلاف فيها فقسم من الباحثين يرون انه عاش في القرن التاسع او الثامن قبل الميلاد ولكن القصيدة الخاصة بالمؤرخ (كبتي – ايلاني – مردوخ) تضمنت احداث قديمة من تاريخ مدينة بابل منها ما يتعلق بغزو السوتين لمدينة سبار . في حين يرى اخرون انه عاش في فترة العصر الكشي (1157-1595ق.م) وانه شهد تدمير عيلام لمدينة بابل والمدن العراقية الاخرى اثناء غزو (شتروك ناخنتي) لها . كما نقلت لنا قصيدة (كبتي – ايلاني – مردوخ) فكرة محدودة عن الغضب الألهي الذي احتل مكانة مهمة في معتقدات الانسان القديم . وهناك في ادب العراق القديم شواهد عديدة منها احداث الطوفان وتدمير مدينة اور لغضب الاله انليل فهو الذي ارسل جحافل العيلاميين لتدمير وتخريب مدينة اور وقتل اهلها .