خطابُ المشهدِ السِّيَريّ مسارُ البوح.. فضاء ُ الإستعادة في دموع الكتابة لباسم فرات
الملخص
تهدف هذه الدراسة إلى البحث عن الذات ، والإنصات إلى تجلياتها ، فحين نقف عند موضوعة السيرة الذاتية فإننا نحاور المجتمع ذاته ، فنضع أسئلة لأجوبتنا التي يتوقف عليها مشروع المستقبل ؛ ولأن السيرة بوح أوّلي ومساحة غير مكتشفة للقارئ العادي سنحاول إكمال النقص بالبحث عن المسافة المفقودة , وقد تُشكل سيرة فرد سيرة مجتمع بكامله ؛ مما يجعل الغوص في تفاصيلها وتتبع مسارات بوحها لا يقل أهمية عن الغوص في إشكال النثر الأخر كالقصة والرواية . وقد استقر الرأي أخيرا أن ندرس المشهد السيَري في دموع الكتابة لباسم فرات ؛ لما للسيرة الأدبية من أهمية في الدراسات الحديثة ، ولقد افدنا من إمكانية منهج التلقّي إذ يفيد هذا المنهج من إمكانية مناهج عديدة ، وقد أفاد البحث من مصادر عديدة منها : السيرة الذاتية والميثاق والتاريخ الأدبي لفيليب لوكون ، وبحث الدكتور حاتم الصكر :السيرة الذاتية النسوية والترميز القهري والكتابة ، والوجود والسيرة الذاتية في المغرب لعبد القادر الشاوي واجدين أن من المفيد أن تنقسم الدراسة على فصلين سبقتهما مقدمة وتمهيد ، أمّا الفصل الأوّل فتناول السيرة الذاتية بين الهوية، والتماهي مع الآخر، وانعقد الفصل الثاني على شعرية السفر لنتوصل إلى نتائج عديدة منها :
1- مجتمعنا على وجه العموم يعد السيرة الذاتية نوعاً من النرجسية والاستعراض وتضخيم الأنا وهو بطبيعته لا يسمح للكاتب السير ذاتي أن يبوح خارج مساحة المؤسسة .
2- يحاول الكاتب أن ينقل الحقيقة إلى المجتمع ، والمجتمع لا يصدّق الحقيقة مع ذلك يحاول الكاتب الإصرار علي ذلك رغم انه متهم بإخفاء مساحات واسعة من الحقيقة .