الدور السياسي للحرس البريتوري في روما في عهد الأسرة اليوليو-كلاودية
الملخص
استحوذ موضوع الأمن والأمان نصيباً ليس بالقليل من فكر القادة والحكام منذ القدم حتى اليوم، وذلك سواء أكان هذا الأمن خاصاً بهم أو بدولهم الأمر الذي يضمن لهم حماية أنفسهم والوقوف على أدق مجريات الدولة من خلال هذه الأجهزة الأمنية الموالية لهم . وقد كان للرومان السبق في هذا المضمار حيث أولت اهتماماً كبيراً بالأمن عامة، والأمن الشخصي للحكام خاصة ، ووضعت هذا الموضوع في مقدمة أولوياتها لما يمثله من أهمية مرتبطة باستقرار الأمور في الدولة وتأمين صاحب القرار من تعدي الثائرين والطامعين. لذلك عنيت بحشد الجنود لحماية حدودها ضد الأخطار الخارجية ، وفي الوقت نفسه اختارت خيرة جندها شباباً ومهارةً وإخلاصاً ، وشكلت منهم وحدات لحماية شخص الحاكم الذي يمثل تلك الدولة .
نحاول بهذا البحث تسليط الضوء على إحدى القوى الهامة المؤثرة في سياسة الإمبراطورية الرومانية والدور الذي لعبه الحرس البريتوري في تلك السياسة ، والتطور السريع لقوة الحرس من مجرد حرس خاص إلى مؤسسة عسكرية نظامية مستقلة عن الجيش، ولها مهامها الخاصة التي تضطلع القيام بها. فشمل البحث معنى البريتوريون لغة واصطلاحاً ثم تأسيس الحرس البريتوري والمهام المكلف بها ، فئات تجنيد الحرس، عدد كتائب الحرس البريتوري، مقر كتائب الحرس وقادتهم، الهيكل التنظيمي لكتائب الحرس ويشمل(مدة الخدمة ، الرواتب، المكافآت ،المنح، زي الحرس، أسلحة الحرس ) ، كما تطرقنا إلى تطور الحرس في عهد الأسرة اليوليو-كلاودية وتضمن تعدد وتنوع مسؤوليات الحرس، تركز قوات الحرس في معسكر خاص ،المنحة الإمبراطورية. بالإضافة إلى تناول أبرز قادة الحرس في عهد الأسرة اليوليو-كلاودية مثل لوكيوس آيليوس سجانوس ، نايفيوس سرتوريوس وماكرو، أفرانيوس بوروس، ثم جايوس أوفونيوس تيجللينوس. هؤلاء القادة الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ الإمبراطورية الرومانية، فمن الصعب نسيان أسماء مثل هؤلاء، فقد لعب كل منهم دوراً خطيراً ومؤثراً في سياسة الإمبراطورية سواء كان سلبياً أو إيجابياً .
