الرهبنـة البـنـدكـتـيــة (480 – 547م )

الملخص

يعد القديس بندكت النرسي (480-547م) هو منظم الحياة الرهبانية في الغرب، إذ كان لقوانينه الديرية الدور الحاسم في تطور النظام الرهباني في القرون الوسطى. فإليه يرجع الفضل في تحويل الرهبانية من حالة النشاط التأملي التفكيري الى النشاط الاجتماعي، ومن عزلة عن المجتمع الى حركة ديناميكية فعالة , ساعدت على نشر الديانة النصرانية في أوربا , ذلك أن النظام الرهباني لم يبقِِ محافظاً على قواعد ثابتة , بسبب تغير الظروف وطبائع اهل البلاد التي وصلتها الرهبانية , وهذا دليل على حيوية المبدأ الرهباني الذي تطور ولم يبق جامداً .

 لاجل ذلك رغبت’ في البحث في الرهبنة البندكتية وميول الناس اليها في أوربا, فتعرضت لحياة القديس بندكت (480- 547م) وقوانينه, ثم بينتُ مظاهر الحضارة في الاديرة البندكتية وأخيراً تقدمت’ بتقييم للنظام البندكتي .

وثمة مسالة جديرة بالتنويه هو عدم تعرضي في هذه الدراسة لتصميم الأديرة البندكتية، وذلك بسبب أن الديرية الغربية أهتمت بالتغيير، ونهضت بفكر عقائدي أثرَ على اصلاح الكنيسة وإن بقيت تعاليمها راسخة، فالدير شكلَ حركة جديدة للتقليل من النفوذ الكنسي، إذ جنح الدير باتجاه تطوير العقيدة الكنسية وتحريرها من سيطرة البابوات والنزاعات، وهذه الحركات التي أنساقت بهذه الاتجاه قصمت ظهر الكنيسة، لذلك لم يهتم الباحثون بتناول بناء الأديرة، وتصميمها ، بل أنصب على الاهتمام بالجانب السياسي اكثر.