مقتبسات في الاعجاز اللغوي والبياني

المؤلفون

  • اباء طارق رشاد

الملخص

الحمد لله ربّ العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد ...

        فإن القران الكريم كلام الله وحبله المتين والذكر الحكيم والنور المبين لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه ولا يمل من كثيرة تكراره وقد بذلت الجهود في خدمته وسخرت الأوقات في تدبره وهيأت له الهمم وخير ما أخدم به كتاب الله تعالى ببيان علامة وإثبات إعجازه فقد اسهم العلماء في بيان إعجازه وكتبت الكتب وصنفت المصنفات لأثبات مصدره ففي القران الكريم الدليل الأكبر على إعجازه ويقول الله تعالى : { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } ([1]) وقال تعالى : { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ([2]) وقال تعالى : { وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} ([3]).

        فبدءاً من هذه الآيات انطلقت جهود العلماء في إبراز وجوه إعجاز القران وضوابطه فمن العصر الأول عصر الصحابة وهم يتأملون في إعجازه وعظمته ويسطرون العبارات الدالة على ذلك من خلال تفسيرهم لآياته دون أفراد كتاب في إعجاز القران وفي القرن الثاني الهجري ظهرت بعض المؤلفات التي تتحدث عن معاني القران وتضم في داخلها شيئاً من دلائل إعجازه دون إطلاق كلمة إعجاز في حين ظهرت كلمة الاعجاز في كتاب مجاز القران لأبي عبيدة ت 233هـ ومعاني القران للقراء ت207هـ.

        ولم تقف جهود العلماء عند هذا الحد بل تعدت ذلك لتبرز وجوهاً من الإعجاز أظهرت في القرون المعاصرة فقد تعدت الإعجاز البياني لوجوه أخرى مثل الإعجاز العلمي والتاريخي والتأثيري وجاء الإعجاز اللغوي وهو وجه أخر من وجوه الإعجاز القرآني والجانب اللغوي مهم جدا فمن يقللون من اهميته لا يفقهون حديثا لان اللغة هي الفكر والإعجاز اللغوي للقرآن هو الإعجاز الرئيسي للقرآن حيث إن القران الكريم قد تغلغل في النفوس واثر فيها أيما تأثير وكشف ما في داخلها وصوب معتقداتها وحرص على تقويم اعوجاجها بأسلوب سلس سهل يسير لذلك انعقد العزم على أن لا يخرج بحثي عن إطاره، ولا ينبو عن مضماره، إلاّ أني عند التأمل، ألفيت العلوم المتعلّقة به غزيرة، ومواردها كثيرة، فكان لا بد من تخير سبيل، لعلّي أضيف فيها ولو الشيء القليل، فوقع الاختيار على الإعجاز، وذلك لما فيه من توقير لكتاب اللهY) ) وإعزازه.

وهذه الّتي حركت الرغبة لبحث في موضوع الإعجاز اللّغوي والبيانيّ، وبيان الدوافع وراء تلك الظّاهرة في تاريخ إعجاز القرآن الكريم، حتى لا يتجاوز البحث الحدود المتاحة له، وقد وسمته:

مقتبسات في الاعجاز اللغوي والبياني

 

التنزيلات

منشور

2019-12-31

كيفية الاقتباس

طارق رشاد ا. . (2019). مقتبسات في الاعجاز اللغوي والبياني. مجلة المستنصرية للعلوم والتربية, 20(6), 1–16. استرجع في من https://edumag.uomustansiriyah.edu.iq/index.php/mjse/article/view/728

إصدار

القسم

Research Article