البعد التداوليّ للاحتياط النحويّ للمعنى في التعبير القرآنيّ

الملخص

يسعى البحث إلى ترسيخ فكرة أن التحليل التداولي قائم وموجود في تطبيقات علماء العربية وأنظارهم ، لكن ليس بمصطلحات التداولية اليوم ، كما هو الحال عند ابن جني من القدماء ود.فاضل السامرائي من المحدثين . وكذلك يروم بيان اشتمال التعبير القرآني على باب الاحتياط للمعنى وتوظيفه ؛ ففي ذلك دعوة إلى استجلاء مراميه بجعله ميدانًا للتحليل والإجراء التداوليين ، فكان أن جاء البحث بمبحثين تكفل الأول ببيان مقولة الطريقة-إحدى مقولات مبدأ التعاون- والاحتياط للمعنى ، وعُني الآخر بأنماط الاحتياط النحوي للمعنى عند ابن جني والسامرائي ، وانتهى بخاتمة سجّل فيها ما توصل إليه من نتائج ، وكان منها: إنّ باب الاحتياط ملمحٌ تداوليٌّ مهم عند ابن جني لا يمكن إغفاله ، لذا استدرك البحث على دراسة صبحي الفقي الذي غفل عن معالجته والإشارة إليه وهو بصدد دراسة كتاب الخصائص لابن جني دراسة تداولية . وأكثر ما يكون الاحتياط للمعنى مؤدى بوسيلة التوكيد بما أُتيح له من صور مختلفة . وإنّ الاحتياط للمعنى غرضه الأمن من اللبس ، وغايته تحري الوضوح والصراحة في المعنى وعدم تعرضه للاحتمال والظن لتصل الرسالة مفهومة جلية لتحقق القصد الثاوي خلف الخطاب . وفي توخي الاحتياط للمعنى زيادة ما يقوي الكلام ويثبته ، ومن ثَمَّ تكون للفعل الكلامي قوة إنجازية أشد تعمل على خدمة المعنى المقصود ، فقد كان الاحتياط للمعنى وسيلة اتخذها التعبير القرآني لتأدية الوظيفة التعاونية ؛ فهو يستند إلى التجليات الخطابية وأثرها في تحقيق الإفهام لدى المتلقي ، ومن ثَمَّ الإنجاز والتأثير ، وكيف لا وهو المنزل بلسان عربي مبين!