الإحاطة في أخبار غرناطة لابن الخطيب (دراسة تحليلية في نصِهِ الشّعري)
الكلمات المفتاحية:
الأندلس, الوصف, الأدبالملخص
التراث الأدبي الأندلسي هو نتاج الذائقة الأدبية في رحلتها الفكرية والاجتماعية لصنع واقع آخر يحمل بصمات التطور والإبداع وتلمس تفصيلات النهضة الشاملة.
لقد قَدم الأدباء العراقيون خلاصة استجاباتهم للنص الأدبي الأندلسي الذي قطع شوطاً طويلاً في مسيرة التطور فتمثلت الاستجابة في صورة كيان معرفي يستقرئ تفصيلات العملية الأدبية لينتج أصولاً منهجية وقراءات تطبيقية تحكمها مجموعة من القواعد والأعراف والأحكام .عندما جاء مؤرخو الأدب ولاسيما (الرعيل الأول) منهم ( الدكتور محسن جمال الدين ، والدكتور صلاح خالص والدكتور منجد مصطفى بهجت والدكتور محمد مجيد السعيد والدكتور حكمت الاوسي والدكتور حازم عبد الله خضر) أرادوا أن يؤرخوا لمراحل الأدب الأندلسي لغرض الدراسة المنهجية لهذا غلبت على دراستهم المناهج التاريخية ، بغية توثيق العمل الأدبي لذلك غلبت على مؤلفات الجيل الأول الدراسات التأريخية، وكون هذا الجيل الأول هو الجيل المؤسس للأدب الأندلسي في العراق ، أما من حيث طبيعة الدراسة أشار مؤلفو كتب دراسة العصور إلى إتباعهم منهج الاختصار في تأليفهم ، وتناول قضايا أدبية بحتة ما من أخبار، وهذا ما لاحظناه في كتب بعضهم كـ (الأدب الأندلسي من الفتح حتى سقوط غرناطة) للأستاذ منجد مصطفى بهجت و(فصول في الأدب الأندلسي) للدكتور حكمت الأوسي ، في حين أن بعضهم حاول ان يتبع الإيجاز في منهجه ولم يتبعه في بقية مصنفاته لطبيعة الدراسة لذلك جاء بالسرد والتفصيل في مصنفه مثل(الشعر في عصر المرابطين والموحدين بالأندلس) للأستاذ محمد مجيد السعيد ، في حين نلمح الإطالة والسرد في كتاب (الوافي في تاريخ الأدب العربي في الأندلس موضوعاته وفنونه) للأستاذ عمر إبراهيم توفيق .
أما ( الجيل الثاني ) (د. حميدة البلداوي، د. أحمد حاجم، د. هدى شوكت) من مؤرخي الأدب الأندلسي من الناشرين والمحققين والدارسين للتراث الأندلسي فقد أرادوا تحقيق التراث الأندلسي ونشره، بدءاً بأول مخطوطة حُققت تصلح للنشر والتحقيق ، هؤلاء كانت بصماتهم واضحة للعيان في دراساتهم لكونهم استخرجوا كنوز الأدب الأندلسي إلى النور وحققوه،أما (الجيل الثالث) (د.يونس طركي،د.حسين مجيد رستم،د. قصي الحسيني) من دارسي الأدب الأندلسي وتحديداً عندما أتوا إلى مرحلة تكوين الأدب الأندلسي، فلم يتلبس الوجل أولئك الباحثين ، وكان لازدهار الحركة الفكرية واتساع حركة البحث والتأليف باعث قوي على ازدياد العناية بالدواوين ومن ثم ارتفاع مكانة الكتابة فضلاً عن أخراج هذا التراث الأندلسي إلى النور،من هنا كان نقد الكتاب يمثل جانبا بارزا من النشاط النقدي ،وجاء النقد على شكل ملاحظات نقدية ورسائل ومصنفات متعددة الموضوعات التي عالجوها ،ومن السمات التي تحتسب لهذا الجيل أن العناية لم تكن منصبة على الشعر وحده ،أنما تجاوزت الشعر إلى العناية بالنثر ولم يخشوا من إقحام أنفسهم في مرحلة البحث عن أدب الأندلس ولم تواجههم مشكلة في مصادر الدراسة ، لان كل دراسة علمية ولاسيما الأكاديمية منها لابد أن تعتمد المصادر والعودة إلى كتب المرحلة من شعر وأدب وعلم وهذا ما حدث مع أستاذتنا (رحمها الله) في دراستها لكتاب الإحاطة في أخبار غرناطة .