الطائفية في محاضر المناقشات النيابية للبيانات الوزارية اللبنانية 1943-1958

الملخص

اتسمت العديد من المجتمعات العربية بتجاربها الاجتماعية التاريخية المتداخلة ، تجاربا ضربت مثالا حيا للتعايش السلمي الاجتماعي وقت كانت تلك المجتمعات مندمجة "طوائفيا" لا "طائفيا" . مصطلحين مهمين وفي ذات الوقت متناقضين ، فالاول يوفر الدليل التأريخي لسمة التعايش الاجتماعي كالحالة اللبنانية انموذجا ، في حين وفر المصطلح الثاني (الطائفي) نموذجا تاريخيا مصطنعا لحالة التناشز الاجتماعي في ذات المجتمع. وهذا ما جعل البون شاسعا بين المفهومين اعلاه لدرجة ان تداخلت عوامل خارجية متمثلة بالسيطرة الاستعمارية منها الفرنسية على وجه الخصوص لإثارة البعد الطائفي وخلق فجوة في "التجمعات الطوائفية المتعايشة لتجعل منها تجمعات طائفية متناحرة" في ذات المجتمع اللبناني على سبيل المثال للحصر.

وفر التباين هذا ابعاد مختلفة في لبنان وقف البعد السياسي في مقدمتها كونه حاول ترسيخ مبدا الاستحقاق التأريخي لبعض الطوائف اللبنانية التي اذعنت للسياسة الاستعمارية الرامية الى اثارة التفرقة في المجتمعات المتعايشة طوائفيا . وهذا ما انعكس سلبا على العلاقات الاجتماعية وطبيعتها اولا ، وعلى صيغ التمثيل الشعبي في المنظومة التشريعية اللبنانية غير المتكافئة طائفيا ، امرا قاد في احيان كثيرة الى الاختلاف في بعض الاحيان والاتفاق في احيان اخرى حول ما تطرحه الحكومة من بيانات وزارية تعالج فيها قضايا البلد المختلفة ومنها القضية الطائفية التي تناولناها بشيء من التفصيل في ثنايا البحث هذا.