السنة النبوية وتحديات الهوية في ظل العولمة
الملخص
تعد العولمة على الرغم من بعض مظاهرها الإيجابية الخطر الكبير في تعبيد الشعوب ومصادرة مقدراتها وفكرها لتكون في سياق التسليم لسياسة القطب الواحد المهيمنة على الجانب العسكري والاقتصادي والسياسي بفضل ما تمتلكه من إمكانيات تقنية حديثة ووسائل علمية سخرتها في خدمة مصالحها العدوانية الاستبدادية فساعدتها على تيسير مهمتها في إقناع كثير من الشعوب بالانجراف في هذا التيار العالمي مستغلة حالة التخلف الفكري على مستويات متنوعة وعديدة، ولا يخفى علينا أنّ كثيرًا من أبناء أمتنا الإسلامية انطلت عليهم هذه الخدعة وساروا في ركب العولمة بسلبياتها المكشوفة لمن دقق النظر وراجع الطروحات لكنهم جسدوا للواقع حالة الانسلاخ الحضاري لكثير من أفراد أمتنا وطمس هويتها الإسلامية بدعاوى التمدن والحضارة المزعومة متناسين أنّ الإسلام هو الأس القويم والصحيح لبناء القيم الفاضلة والحضارة القويمة بشواهد واضحة على مر التاريخ والعصور وما زال هو هو لو أنّ في القوس منزعًا ليعطى الفرصة الحقيقية من أبنائه أولا من أجل قيادتهم لما فيه خير دنياهم وآخرتهم، ومن هنا وإحساسا مني بالمسؤولية العلمية بما يفرضه علي تخصصي أردت دراسة هذه الموضوع دراسة جادة واعية للوقوف على القوة الكامنة في السنة النبوية التي تمثل خط الدفاع الثاني بعد القرآن الكريم في مواجهة تحديات الاستلاب الثقافي وخطر الوافد الفكري الدخيل على ثقافة أمتنا بوصفها الحضارة المنتجة التي قدمت للإنسانية الكثير في بنائها العلمي والثقافي والحضاري وهذا ما شهد به الأعداء قبل الأصدقاء.
إنَّ بحثي هذا جعلته تحت عنوان (السنة النبوية وتحديات الهوية في ظل العولمة)، وقد اقتضى منهج البحث أن أقسمه على مقدمة وتمهيد وثلاثة مطالب، فالتمهيد فعنوانه: مصطلحات ومفاهيم وبينت فيه مصطلح السنة ومفهوم كل من (الهوية والثقافة والعولمة)، وأما المطلب الأول فكان بعنوان: (تحدي العولمة للهوية العقدية)، وأما المطلب الثاني فهو (تحدي العولمة للهوية الثقافية والاجتماعية)، وكان المطلب الثالث: (تحدي العولمة للهوية اللغوية)، ثم كانت الخاتمة، وقد اعتمدت على مصادر ومراجع مهمة أفدت منها في دراسة الموضوع ومناقشة فقره.
