العلاقـة بين الكنيسـة المصـريـة والكنيسـة الحبـشيـة في العصر الـمملوكـي

الملخص

  لم تكن الكنيسـة المصـريـة مجرد مؤسسة دينية فحسب, بل كانت مصدراً للعلاقات المصـريـة مع محيطها الغير إسلامي من الممالك المسيحيـة, وكانت الحبشـة إحدى تلك الممالك التي أرتبطت بمصـر من خلال التبعية الكنسية, حيث كان لمصـر الفضل الأول في نقل المسيحيـة إلى الحبشـة عن طريق أقباط مصـر ممن هاجروا إلى هناك مع بدايات التبشير بالمسيحيـة وما تبعه من أرتباط الكنيسـة الحبـشيـة بمصـر وكنيستها أرتباطاً روحياً وزمنياً أستمر طويلاً.

  ومع قيام دولة الـمماليـك في مصـر (648- 923هـ/ 1250- 1516م) أستمرت العلاقـة بين الكنيسـة المصـريـة والكنيسـة الحبـشيـة, وأخذت تتطور أكثر بحكم أرتباطها بالعلاقـات السياسية التي كانت تؤثر سلباً وأيجاباً على العلاقـة بين الكـنيستـين والتي أتسمت بالأيجابية والودية في معظم الأحيان, كما أنعكست أوضاع كل من الأقبـاط في مصـر والمسلـمين (الزيلع) في الحبشـة على تلك العلاقـات.

  لقد تم تقسيم البحث إلى أربعة جوانب سبقها مدخل بسيط لتاريخ المسيحيـة في مصـر, وتناول البحث دور الكنيسـة المصـريـة في دخول المسيحيـة إلى الحبشـة, فضلاً عن التطرق إلى العلاقـات بين مصـر والحبشـة قبل العصر الـمملوكـي وأنعكاسها على الكـنيستـين, ثم يأتي صميم البحث وهو العلاقـة بين الكـنيستـين في العصر الـمملوكـي, وأخيراً دور الكنيسـة المصـريـة في تعيين مطـران الحبشـة.