الفتوة في القرآن الكريم دراسة موضوعية

الملخص

     الحمد لله الذي جعل أصحاب الكهف موعظة وعبرة ودليلاً لكل فتى وفتاة ممن يحملون روح الإيمان والشباب مؤمنين بربهم فزادهم الله هدى، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغر المحجلين.

     لا شك ان القرآن الكريم اضفى على مفردات المجتمع الإسلامي الجديد ما بعد الجاهلية الكثير من المفاهيم و الألفاظ والمعاني والتي زادت في دلالاتها ومفاهيمها اللغوية، فالقرآن يتأنق في اختيار المفردة من الألفاظ، ويضعها في مكانها الصحيح معبراً عنها بدقة متناهية، لذا لا نجد ترادفاً في القرآن، بل أن كل مفردة تحمل معنى أو معاني جديده، الغاية منها ايصال وافهام وبيان ما يريد الله تعالى وما يفهم منها الإنسان.

     ان الدراسات القرآنية التفسيرية تتطلب قدراً كبيراً من الفكر والوعي لدى الباحث لأنها  تأتي  بنتائج يتم الاعتماد عليها بعد ذلك في دراسات وأبحاث اخرى، لذا كان من الواجب تحري الصدق والدقة عن كل ما ورد في هذا البحث، فكانت دراستي بعنوان ( الفتوة في القرآن الكريم دراسة موضوعية )، فقد وقف الباحث على الالفاظ التي دلت على معاني الفتوة دارساً ألفاظها ودلالاتها بمنهج موضوعي.

      إذ نجد القرآن يستخدم الألفاظ القصار وهي الغالبة في اصلها الثلاثي أو الرباعي (الجذر) لسهولة استعمالها والنطق بها ولها دلالات كثيرة وحسب معناها في السياق القرآني ومن هذه الألفاظ لفظ ( الفتوة ) وهي محور الدراسة والتي لم ترد في القرآن الكريم بهذا اللفظ، ولكن جاءت بألفاظ ومعاني مشتقة من الجذر الثلاثي ( ف ت ى ) ومنها ( فتاها، و فتى، و فتا، وفتياتكم ) وكلها دلت على لفظ الفتوة، وقد وردت في عشر آيات قرآنية ثماني آياتٍ مكية واثنتان مدنية بصيغ متعددة مفرد وجمع ومذكر ومؤنث ومثنى وبمعاني لها دلالات خالدة ومتجددة بتجدد العصور والأحداث التي تعاصر هذه الالفاظ.

     كذلك وقف الباحث على حديث القرآن الكريم عن الفتوة بآيات تربوية تحث الشباب على الإيمان بالله تعالى والتقرب له، ليبعث العواطف الإيمانية في نفوس الشباب ويحفزهم للإبتعاد عن الرذائل والمعصية. وترغيب الجيل الجديد لمقارعة الطغيان والتكبر العالمي مرشدا إلى العمل الصالح، فكان لمصطلح (الفتوة) صفات معنوية وجسمية، قد دلت عليها الآيات القرآنية. 

     وكان من اسباب اختيار الموضوع هو إحياء هذه الصفة الكبيرة بين شبابنا لما فيها من معاني سامية وترسيخها في نفوس كل فتى وفتاة في المجتمع الإسلامي المعاصر.

     أما عن منهج البحث فقد اعتمد الباحث المنهج التفسيري الموضوعي الاستقرائي للآيات القرآنية ودراستها دراسة موضوعية وافية.

     فكانت خطة البحث تتضمن مبحثين، الاول بعنوان ( تعريف الفتوة ودلالاتها ) وفيه مطلبان الأول تعريف الفتوة من حيث اللغة والاصطلاح، والثاني بينت فيه الدلالة السياقية لتصريف لفظة الفتوة في القرآن الكريم.

     أما المبحث الثاني  فكان بعنوان (التفسير الموضوعي لمعاني الفتوة ) وفيه اربعة مطالب، الأول الفتوة بمعنى العصمة والعفاف والغلمان، والثاني الشباب ومقارعة الطغيان، والثالث الفتوة بمعنى التواضع والخدمة، والرابع الفتوة بمعنى العفاف والتبجيل والتوقير، ثم الخاتمة وفيها أهم النتائج التي توصلت اليها في البحث.

وختاماً اشكر الله تعالى على اتمام البحث، وان يجعل هذا الجهد خالصاً لوجهه الكريم، والحمد لله رب العالمين.